شخصيات نسائية لامعة في مجال تطوير ألعاب الفيديو | ثقافة الألعاب

الكثير يعتبر بأن مجال صناعة الألعاب مُهيمن عليه من قبل الرجال والبعض يقول بأن طبيعة هذه الصناعة ذكورية بشكل كبير، وبأن تواجد النساء في مجال تطوير الألعاب لايزال محدود جدًا حيث لا تزيد نسبة مطوري الألعاب في الشركات الأمريكية من الجنس اللطيف عن ما نسبته 22% فقط حسب الدراسات المتخصصة التي انتشرت عام 2016.

لكن رغم هذا فإن عدد العاملات بمجال صناعة الألعاب يزداد بشكل ملفت في السنوات الماضية ليعكس ما وجدته أبحاث شركة Newzoo بأنه من بين 1.2 مليار نسمة حول العالم تلعب ألعاب الفيديو، فإن 46%، أو 570 مليون، هم من الإناث أي أن هواية ألعاب الفيديو ليست ذكورية كما يعتقد البعض. وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة قررنا أن نسلط الضوء في مقال ثقافة الألعاب على أهم الشخصيات النسائية التي كان لهن تأثير كبير على صناعة ألعاب الفيديو بشكل أو بآخر.

Jade Raymond

هي مطورة ألعاب كندية ولدت عام 1975 وتحمل بكالوريوس بالعلوم. مسيرتها بالتطوير بدأت قبل التخرج عندما عملت كمُبرمجة في استوديو Sony Online من ثم انتقلت إلى EA لتعمل كمنتجة  للعبة The Sims Online. اكتسبت ريموند شهرتها الواسعة عندما انضمت إلى يوبيسوفت عام 2004 ولمع اسمها كمنتجة لسلسلة Assassins Creed التي حققت مبيعات عالية للشركة وتمكنت ريموند مع هذا العنوان بتقديم قفزة ثورية بالألعاب.

بعدها تم ترقيتها لتترأس استوديو  Ubisoft’s Toronto الذي افتتح عام 2010 وبعد خمس سنوات أعلنت منتجة Assassin’s Creed عن انضمامها الى EA وإنشاء استوديو تطوير العاب وهو Motive وكان الأمل بأن تقدم لنا لعبة أكشن و  عالم مفتوح مع EA على غرار أساسنز كريد لكن هذا لم يحدث وانتقلت ريموند إلى جوجل كي ترأس استوديو تطوير الألعاب لمنصة ستاديا لكن مرة أخرى لم يحالفها الحظ حيث أعلنت جوجل عن إغلاق ذلك الاستوديو. الآن ريموند انضمت لاستوديوهات بلايستيشن العالمية بعد شراء سوني لفريق Haven الذي أسسته ريموند بعد انفصالها عن جوجل. والفريق يعمل على لعبة خدمية حصرية على PS5.

Kim Swift

هي مصممة ألعاب أمريكية من مواليد عام 1983  بدأت أولى خطواتها في عالم صناعة الألعاب عندما قامت مع زملائها في  جامعة DigiPen الأمريكية بتطوير لعبة الألغاز Narbacular Drop على الحاسب الشخصي. تلك اللعبة لفتت انبتاه Gabe Newell رئيس فالف فقرر توظيف كيم وباقي الفريق من أجل العمل على تطوير ألعاب لصالح شركتهم. وإذا بهذه المبدعة تبتكر لعبة  Portal المليئة بالابتكار والفكاهة والمتعة، والتي تم إصدارها في عام 2007، صنعت فرقاً كبيراً في عالم الألعاب، وتعد من العلامات الفارقة بذلك الوقت فحظيت بجوائز عدة.

بفضل الأفكار الجديدة لهذه المصممة وصفتها مجلة WIRED بأنها مصممة ستساهم في دفع مجال الصناعة قدماً. بعد العمل مع فالف وتقديم Left 4 Dead غادرت سويفت فالف عام 2009 لتنضم لسكوير انكس وقادت الفريق المطور للعبة Quantum Conundrum. بعد ذلك رحلت إلى أمازون للعمل على مشاريع جديدة هناك مع رغبة أمازون في اقتحام سوق ألعاب الفيديو. وفي 2017 انضمت لفريق EA Motive للعمل على لعبة Star Wars. في عام 2021 انضمت كيم إلى Xbox كمديرة لقسم الألعاب السحابية.

Kellee Santiago

ربما لا يعرف الكثير منكم هذا الاسم ولكنها تستحق التواجد بهذه القائمة لأنها دوماً كانت تكسر حدود التفكير والابتكار في عالم الألعاب. بدايتها كانت مع دراسة بقسم USC Interactive Media  بجامعة كاليفورنيا.  ووقتها ساهمت بإنتاج لعبة Cloud وبعد التخرج ساهمت بتأسيس ThatGameCompany وهي شركة تسعى جاهدة لإنشاء ألعاب تخلق انطباعًا نفسيًا في جانب المشاعر للّاعبين. حيث أطلقت ببدايتها ألعاباً مُبتكرة مثل Flower ولكن النجاح الأكبر كان مع لعبتهم Journey التي أحدثت الكثير من الضجيج على مستوى الصناعة بأكملها ونالت ثناء عالي من النقاد واللاعبين.

هذا كله بفضل فلسفة العمل الإبداعي الذي تتبناه كيلي حيث تنطلق من ضرورة أن تغير الصناعة من كونها تنظر إلى الألعاب كمُنتجات تجارية، إلى صناعة تُقيم الألعاب كصناعة فنية في المقام الأول. غادرت كيلي الشركة في 2012 لتساهم في دعم المطورين المستقلين وتمويلهم وربطهم ببعضهم البعض. والتحقت بالعمل في Google Play Games من ثم في 2019 انضمت لشركة Niantic.

Amy Hennig

هذا الاسم أشهر من نار على علم كما أعتقد فمن لا يعرف كاتبة أنشارتد؟ خبرتها بمجال الصناعة تعود لأواخر الثمانينات مع المساهمة بالعمل على ألعاب لجهاز العائلة وSNES مثل Michael Jordan: Chaos in the Windy City، من ثم انتقلت للعمل مع Crystal Dynamics على رائعتها Legacy of Kain وتعد مرحلة العمل مع نوتي دوق الأبرز بمسيرتها حيث قدمت Jak and Daxter وتولت مسؤولية الإخراج الإبداعي وكتابة سلسلة Uncharted بأجزائها الثلاث.

يعزى لهذه المبدعة وأعمالها  تطور المستوى السينمائي في صناعة ألعاب الفيديو ككل فهي تؤمن بأن الإخراج الإبداعي لعناصر السرد القصصي يعد أكثر أهمية من التقدم بالجرافيك في الصناعة وهي من أوائل الذين أكدوا على أن عامل الكتابة و الإخراج مهمان للغاية ويُنسب الفضل لشهرتها إلى عملها على سلسلة Uncharted، التي غيرت عالم الألعاب حقًا من حيث القدرة أن تجعل الألعاب مطابقة تمامًا للأفلام من جميع الجوانب.

مع الأسف خسر فريق نوتي دوق ايمي هينينج التي توجهت إلى EA لتشارك بالعمل على لعبة ستار وورز لكن هذا المشروع سرعان ما تم إلغائه لتغادر هينينج بعدها قامت في نوفمبر 2019 بافتتاح استوديو جديد لتقديم تجارب قصة تفاعلية بالتعاون مع شركة الإنتاج التلفزيوني Skydance Media التي قدمت أفلام Mission Impossible Fallout, Gemini Man, Annihilation

Yoko Shimomura

هي ليست مطورة ألعاب ولكن شهرتها كانت بمجال آخر وهو التلحين والموسيقى. حيث عملت في تأليف الموسيقى لألعاب الفيديو منذ تخرجها من كلية أوساكا للموسيقى في عام 1988 والبداية كانت مع Capcom واستمرت حتى عام 1993، وبعد ذلك عملت في Squaresoft (الآن Square Enix) حتى 2002. وهي تعمل منذ عام 2003 كمؤلفة مستقلة.

يوكو شيمومورا هي مؤلفة موسيقى موهوبة بشكل لا يصدق. اشتهرت بتأليف الموسيقى التصويرية لسلسلة Kingdom Hearts وسلسلة Mario & Luigi وسلسلة Seiken Densetsu وعملت على التصميم الموسيقي للعبة Final Fantasy XV، لكنها قامت بتأليف الموسيقى لعدد كبير من الألعاب منذ أكثر من 30 عامًا، وقد نالت لقب أشهر مؤلفة موسيقى ألعاب فيديو في العالم بعد أن ألفت نحو 100 معزوفة موسيقية لألعاب الفيديو.

المزيد من الأسماء اللامعة

• Hope Cochran: المدير المالي لشركة King Digital، الشركة التي أنشأت Candy Crush وغيرها من ألعاب الجوالات الناجحة. Hope ساعدت الشركة على إدارة نمو الموظفين والعائدات، وقادت الاكتتاب العام في الشركة وأكملت بنجاح عملية الاستحواذ بقيمة 5.9 مليار دولار من قبل شركة Activation في أوائل عام 2016.
• Alyssa Finley: حققت سمعتها القوية من خلال إنتاج لعبة BioShock لعام 2007. التي حصلت على عدد من الجوائز بعد إصدارها
• Nicole Lazzaro: حاصلة على شهادة في علم النفس من جامعة ستانفورد، نيكول لازارو هي أول شخص يستخدم تعابير الوجه لقياس ردود فعل اللاعب، وهي تضع خبرتها في العمل على هذا النحو لتصميم واجهات ألعاب وتكنولوجيا حائزة على جوائز في شركتها XEODesign، Inc.
• Lucy Bradshaw: لعبت دورًا محوريًا في تطوير The Sims، اللعبة التي باعت أكثر من 100 مليون نسخة. في عام 2010، صنفت شركة Fast Company برادشو كواحدة من أكثر النساء نفوذاً في مجال التكنولوجيا. وفي عام 2013، صنفت فورتشن برادشو كواحدة من أقوى 10 نساء في عالم الألعاب.
• Sheri Graner Ray: عملت في مجال صناعة الألعاب لمدة ما يزيد عن عشرين سنة. بدأت بتطوير الألعاب في عام 1990، ومنذ ذلك الحين عملت لدى Electronic Arts، وSony Online Entertainment يقول قرناؤها عنها إنها جعلت الأمر أسهل بكثير للاعبات ومطورات الألعاب جميعًا، للاستمتاع بتجربتهن مع الألعاب. وإن كتابها، تصميم الألعاب بين الجنسين، كتاب يجب قراءته لأية مصممة.
• Shannon Studstill: شغلت سابقاً رئيسة فريق تطوير سانتا مونيكا مطور سلسلة God of War والتي كان لها دور كبير في تأسيس هذا الفريق، والأهم بأنها ساهمت بشكل كبير في إحداث تلك التغييرات الرائعة بسلسلة قاد أوف وور وبالتالي نجاح الجزء الأخير. ومن ثم اختطفتها جوجل من سوني من أجل منصة Stadia في مارس 2020 كي تساهم في خلق تجارب لعب بعناصر جديدة وطرق مبتكرة لتفاعل اللاعبين مع اللعبة.

إذاً هذه باقة مختارة من أهم الشخصيات النسائية التي تعج بهن الصناعة وساهمن في تطوير الصناعة وجعلها أفضل، وإسهاماتهم جعلت من الشركات تعزز من تواجد المطورات الإناث في الصناعة حتى أن يوبيسوفت أقرت في 2016 بأنها لم تقم بما يكفي لتشجيع التنوع بمجال صناعة الألعاب وكذلك أكدت EA أنها تؤيّد التنوّع وترغب بزيادة نسبة النساء لديها. فإذا كان المطورون ينتمون لنفس الجنس مثلاً فإن المحتوى الذي سيقدمونه سيكون متشابه وروتيني ويفتقد إلى التنوع، وكلما كان هناك تنوع بالمطورين كلما كان المحتوى متنوعاً أكثر، هذا وفق تصريح Pauline Jacquey رئيسة استوديو Ubisoft Reflections. ولكن بالنسبة لي أعتقد بأنه يجب أيضاً عدم المغالاة كثيراً بهذا التنوع لدرجة إلصاق الصناعة بأجندات دعم النسوية لأن ذلك سينجم عنه تدمير للألعاب التي أحببناها فالتوازن هنا مطلوب وبشدة.

مصدر الخبر: https://www.saudigamer.com/women-in-the-video-game-industry/